alkookh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصبر النافد

اذهب الى الأسفل

الصبر النافد Empty الصبر النافد

مُساهمة من طرف Admin السبت سبتمبر 21, 2013 7:11 pm

ديوان شعر
الصبر النافد
------------------
1970 - 1985
شعر : عطاءالله أبو زياد ( العَيزريّ المقدسيّ )
الأردن 2002م الزرقاء
=================================
وداعيات
يا عيــــــوني لا تبخــلي بالدّمـــــــــــــــوعِ فالرّبيـــــــــع الذي تـــولى ربيــــــــــــــعي
أزهــــــرت روضــة الحيــــــــاة بقلـــــــــبي ثــم جفّــــــــت زهـــــــورها بالصّــــــــقيع
ما أشــــــــــــدّ الوداع وقعـــاَ على النّفـــــــ - ــــس فتبّـــــــاً لســـــــــــاعــة التوديــــــــــع
قد سطا البـــــــــين بالفـــراق عليـــــــــــــنا سِطــــــــوة الذئــــــب فاتكــأ بالقطيـــــــع
لم يقـــــــم دونـــه رجــــــــاء الحيـــــــارى يذرفــــــون الد مــــــــوع إثر الدمـــــــوع
و مضــــــى بالــــــهوى بعيـــــداً بعيـــــــداً فاخمـــدي واطفـئي السّنا يا شــــــموعي
*
صـــرت نهـْـــب الأسى نزيل الضيــــــــاعِ بعدمــــا لفّــــــــني ظــــــــلام الـــــــــوداعِ
يا لقلــــــبي يــرفّ كالطـّــــــير فى صـــــــد - ري عميـــــــــقَ الأحـــــــزان والأوجــــاع
يتّلـــــــوى كــــــــمن أُصيـــــــــب بـحمّى أو كمـــــن ذاق ســمَ شــــرّ الأفاعــــــــــي
ودنــت ساعــــــة الرحيـــــــل فجفّــــــــت في العــــــروق الدمــــــاءُ بعــد اندفـــــاع
وعـراني الذهـــــول لا أحســــــن القـــــو - ل وصــــــــوتُ الفـراق في أسمـــــــاعي
غير أني انبعثــــــــت من غــير وعـــــــــيٍ رافعــاً كــــــلّ حُرقــــــــتي بذراعـــــــــــي
*
أتُرى غائــــــبي يــــــــو دُّ الرّجــــــــــــــوعا أم أقــــــام البعـــــــاد ســـدّا منـــــــــــــــيعا
أتـــــــــراه مثلــــــــــي ، يصعّــــــــد حـــرّى زفـــــــراتِ الجــــــوى تذيـب الضّـــــلوعا
ويقضّـــــي الليلَ الطـــــويل مــع الأحــــــ - لام والسّــــــــهد لا يطيـــــــق هجــــــــوعا
هـــل برته الأشــــــواق محتــــدمَ الوجـــ - ـد وهـــــل زاده الفـــــــراق ولــــــــــوعا
ما ســــوى الطيـــــف مؤنـــــسٌ لعيــــــونٍ كلّــــــــما عـــــــــادها تفيــــــض دموعــــــا
مـن تُرى يخـــــبر الحبـــــــيب بحــــــــالٍ صــــرت فيــــــها ومــن يكـــــون الشّــــفيعا
*
أيّهــذا الحـــــبُّ اللطيــــــف البديـــــــــعُ لــك بــــــين الــــــورى مُقــــــــام رفيــعُ
أنــت ســـــرُّ الحيــــاة لولاك ما عـــــــــــــمّ - بهــــا النّــــــور واستفـــــــاض السّطـــــــوع
مــنك يأ تي الربيــــــــع يقلــــب صمـــت - الأرض حسنــــاً يُـــــرى وعطــراً يضـــوع
ويطـــــــــوف الفراشُ بالز‍ّهـــــــــر والنحـ - ـلُ ، وتزهـــــو بالعاشقـــــــين الرّبــــوع
عــــــــاش قلـــــبي في وحشـــــــةٍ وضيــاعٍ يشــــــتري البـــــؤس هائـــــماً ويبـــــــــيع
يحمــــــل التـــيه أين ســـــــار ويمضــــــي يتمنـــــــى درب الهـــــــدى فيضــــــــيع
موشّح
علّمـــــوه كيـــف يبكـــــــي فبـــــــكى وطـــــغى الوجـــــــد عليــــــه فشـــــكا
يا له مــــــــن عاشـــــقٍ دون هــــدىً ليـــــس يــــــــدري أيّ درب سلـــــكا
*
يذكـــــر البــــــــين فيهــــــمي ألــــــماَ دمعــــــُه ، والعيـــــش يمسي علـــــقما
يسهــــر اللــــــيل يراعي الأنــــــــجـما ويحـــــهم ، هــــــل علّمــوه الفـلـــــكا‍

*
خطـــوها الســاحر يغـري إن مشـــت مــــن رآها وتــرى الأرض أنتشــــــت
شــــــاهـــــدت لــهفــــــته فارتعشـــــت و رأى فــــتنـــــــتها فـا رتبـــــــــــــــــــكا
*
آه !! مــــا أقســـــاك يــــــوم النّـــــــوى إنّـــــــما اللقيــــا الى الصّــــــــــبّ دوا
ليـــــس يخشى ما يلاقي في الهــوى أو يبـــــــــــالي دونــــها لــــــو هلــــــكا
*
عينــــها الحـــانــــــة والخمّار خـــــــدّْ وشفـــــاها فـــــي شــــذاهــــــا زرّ وردْ
طائر القلــــب أتـــــاها وهــــــي قــــد نصبـــــت فـــــــي مقلتـــــيها شركــــــــا
*
ضــاق بي عيشــــي ونفسي هلــــكت وعـلـــــى صـــــــدري الرّزايا بركــــت
فهنيــــئاً لــــــك يـــــا مــــن مَلَكـَــــت وعـــــذاباً لــــك يــــــا مـــن مُلـــــــــكا
*
حـبّـــــها ضيّـــــــــع منّــــي رَ شَــــــدي وامتنـــــاع الـــــوصل أو هى جلَـدي
يا لقلـبي لم يعـــــد ملـــــك يــــــــدي صار مــــــن بعد الــــــهوى مشـــــتركا
***
صادح الأيك
يا صادحَ الأيك قـــــد هيّجتَ أشـجـاني بمــــا تـــردّدُ مــــــن شــــــد وٍ وألـــــــحانِ
أصغى لك اللّـيل والعشّــــــاق فانهمــرت مدامــــعُ الوجـــد مــــــدراراً بأجفـــــاني
تعــــــــاود اللّـــــحنَ مـــــــرّاتٍ فتنقـــــلني إلـــــى زمـــــــانٍ و أحـــــداثٍ و خــــلاّن
أشجيت روحيْ بما قد جئــت تنشـــــده دجـــــىً ، وتفصـــح عن هجرٍ و حرمــان
بي مثلُ ما بك فاسـترســــــل على مــهَل فإن‍نــــــا فـــــــــي رزايانــــــا شريــــــكان
أطلقتَ دمعــــك إثر الراحـلـين هـــــوىً كمـــا أكَفـكفُ دمـــــــعَ الفـــــرقة القانـي
أأنت في هــذه الدنيا حليــــفُ أســـــىً مثلـــــي ، تعـــيش بـــلا أهــلٍ وأوطــان
أم أنــــت فارقت رُغمــاً مــن كلفــــت به فلي كذلـــــك مـــــن أهــــــوى ويهواني
أم تشتكـي البـعدَ مثلي صحـبةً رحلـــــوا فقـــــد تنــاءيتُ عن صحبي و أخــواني
فلــــي حبيــبٌ أقضــي العمــــرَ منتــــظراً صبـــحَ اللقـــــاء ليُمحى ليـــــــلُ أحزاني
يظــلّ ألصـــــقَ في أحشــايَ من كبـدي حبّـــــاً .. وأقـــرب مـــن عيني لأجفـــاني
***
الطيف والذكرى
تهــوّم بي نـجـــوى وتسـرح بي ذكرى ويحفــر نهر الشــوق في أضلعي مجرى
أمـــــــزّق سـاعـــــــــات النهـــــارمشــــرّداً تروح به دربٌ وتأتـــي بـــــــه أخـــــرى
أعانـــــق أحــــــزاني كأنـّــــي فراشـــــةٌ تمجّد حـــبّ النور إذ تلثـــــم الـــجمرا
وأحنـــوا على نفـــــسٍ يعذّبــها الجوى لعلّيَ ألقـــــــى مــا يعــــلّمــــها الصّــــــبرا
وأعجـب مــــــن قلــــــبٍ أراه مشرّعـــــاً إلى الخـــير في دنيا غـدت تصلب الخيرا
يشقّ طريـق الـحـبّ للنـــــاس مرشــــداً و يسلـــــكه شـــــوكاً فيزرعـــــه زهــــــــرا
وإمّـــــا تغشّــــــاني الظـــــلام تعــــودني طيـوفٌ تثير الشوق في مهجتي الـحرّى
فكــــم ليلـــــةٍ يرتادني السّــــهد باعــــثاً بقلـــبي حكايــات الزّمـــان الـــذي مرّا
تعــــــود بيَ الذكــــرى لأ يّامنا الــــــتي رشــفنـــا بها مـن كأس نشـــــــوتنا خمرا
وأيقـظ فيـــــها الحـــبّ عـــــشقاً مدمّـــرا تمكّــن من قلبي المعــــذّب واستشرى
وأُبدل لـيــــل العمـــــر نـوراً وبهجـــــــةً لكـــي تــخطر الساعــات ناضرةً سكرى
سلمتِ المدى ! يامن عرفتُ بها الــهدى وقد عشتُ عمري حاملاً نفسيَ الحيرى
أبـــدّد أيامــــــي علــــــــى غــــــير غايــةٍ ليذهب ريعـــان الهوى والصّــــبا هدرا
سلمتِ المدى ! يا من أحـنّ لوجهـــها لتشـــعل ليــــل الصمـت طلعـــــتها الغرّا
سلمتِ المدى ! يا ربّة الحسن والهوى فأنـت الــــتي هاروتَ علّمَـــتِ السّـحرا
وكيـــف يكـــون السحــــر إلاّ بطــــــلعــةٍ حبـاها إلـه الكــون مـــن أمــــره أمــــرا
أســــائل عنـــــك الـدار عــــلّ بذهـــنها من الأمــس تذكاراً وعن أهلها ذكــــرا
فيـــا لزمـــــــــانٍ كـــان مشـــــتل نشـــــوةٍ وروضاً يــبـــثّ الحسـن والظلّ والعطرا
وكـــــــلّ لقـــــــاءٍ فــــــيه عــــــزّ نظـــــيره سمَـونا به وجـــــداً وتِهـــــــنا به فـــخــرا
فما طــاف بي إلا العفــــــافُ ، فحـــــبُّها دعاني إلىالتّقــــوى وعلّـــمني الطّهرا
مضـت تلكـــم الأيام واحتــــلّ طيفــــها خـيالي فما أسطيع أن أصـــرف الفكـرا
أجســّدها في غمــــــرة الوجـــــدكلّمـــا طغـت في دمي المهتـــاج ثورته الكـبرى
أعانقـــــها وهـــــماً وأســــمعها صـــــد ىً وأبصـرها طـــيفاً يزور الحــــمى ســـــــرًا
رجوع
بقربك يحلــو العيش والقلب يفـــرحُ وأنســــك جنّات بـــها الرّوح تســــرحُ
وأنت ربيع العمر حســــــناً وبهــــــجةً وأنـت مني نفــــسٍ لوصــلك تطمـح
فعينـــــاك عنـــــوان الهــــــناء وروضــةٌ بها الورد يزهــــو والكنـاريُّ يصــدح
وموطن سحرٍ ليــــــس يُدرك ســـــــرّه يلذُّ به الإحساس والصــــّدر يُشـــــرح
أحبّك لا أخـــــشى مقالة عــــــــــاذلٍ وإن يصمتِ التعبير فالعــــين تفصــح
أحبّك حتى لا أطيــــــق تباعـــــــــداً ولو وُزنت روحـــي فحبُّك يرجـــــح
أحبّك لا أدري متـــى كان حبّــــــــنا فذاك قديـــمٌ في الحشا ليس يــبرح
كزوج حــــمام ٍلا يطيقــــان فرقـــــــةً وكلٌ بلقيــــــا إلفه ظـــــلّ يفـــــــــــرح
رجـــعتِ وكانت غيــــبةٌ طــــال ليلها وقـــد ظلّ قلــبي بالـــمرارة يطفــــح
فيالي ويالي مــن مـــحــــبٍّ معــذّبٍ أضالـــــــعه أيـــــــدٍ إلـــــيك تلــــــــوّح
وكادت تبوح النفس مكتــوم ســـرّها وأعين أهــــل العشق تفشي وتفضــح
وددت أروّي بالعنـــــــــاق تعطّـــــشي ولكن سوء الـحظّ ما كـــــان يسمـــح
كأن قضاء الله فيــــــنا بني الـهــــوى عـــــذابٌ وأعصــــابٌ تثـــور فتُكــــبح
جمـــــيلٌ رمـــــــته للهــــــلاك بثــينــــةٌ وليــلى صـــــريعٌ في هـواها الـمُلوّح
وعروة أفنى حــــبُّ عفـــــراء روحــه يهيــــم بأطــراف الـــــبراري ويســرح
وعــزّة تكــــــوي بالغـــــرام كُثيّـــــــــراً فيمسـي كئيــــباً في هواها ويصبــــح
فمنهم قضى في ساحة العشق نـحبه ومنــهم يعانـــــي في انتــظارٍ ويــرزح
وما لامرىء إحصاؤهـــم فهــــــو تارة سيجمـــع مذهــــولاً وطـوراً سيطرح
وليس سوى الرحمن يعرف حصــــرهم كذلك أهـل الكهف والـظنّ أرجـح
سألتــك بالــــودّ الذي لا نُضيْــــــــــعه دعيـني خــــــيالاً في جَـنانك يمـرح
فأنت هــــوى نفسي وأنـــت ضياؤها ولطـفك يجلـــو مــا أعاني ويـمســــح
فمن وجهك الزاهي استمدت عزيمتي مــضاءً ومـــن عينـيك عمــري يُفتــّح
سأحيا على الذكرى وطيفك مؤنسي وثائر شوقـــي فــي ضلــوعيَ يلفــح
الا فاذكريني كلّما ضمّــــك الدجــى وقولي الفتى بعد النوى كيف يصبح
ولا تسأليني ( هل أحبّك؟؟ ) ؟إنــــني إذا شئــــت ردّ اً لا أرانــيَ أفلـــــح
ذراع لشوق
ما بال قلبيَ في جنـــــبيَّ يحــترقُ وما لعيــــنيَّ مهتــــــاجٌ بـهــا الأرقُ
كأ نّما في ضلوعي الوجـد ملتهبٌ وثائراتٌ علــــــى أطرافـها الحُرَقُ
لمّا علمـت بأمــر البين ذبت أسىَ وحـــــين ودّعتها لم يبق بي رمق
ملوِّحاً بذراع الشّوق إن نظــــــرت وتشـــرئبُّ إلى استجلائها العنـــق
ناديـــت أستصرخ الأقدار ملتمســاً فيســـتجيب إليَّ الدمـــع والعرق
لم أدر كيف استـحال الشّمل مفترقاً فينا وكيف امّحت ما بيننا الطّرق
*
يا للأحبّة ما أشــهى إن اجتــــمعوا علــى غرامٍ ومـا أقسى إن افترقوا
فالحبُّ أعظــم ما تُفدى الحياة له والناس لولا نعـــيم الحبّ ما خُلقوا
*
وفي البعـــــــيد أرى كفّاً تــلوّح لي منها كأ نّ شعاع الشــــوق ينـــبثق
ومـــن عيــــونٍ غــزير الدمــع بـلّلها قد أرسلـــت نظرة للصّدر تخترق
لولا الضّلوع التي حالت لكـان مضى قلبٌ مع الرّكب في أحزانه شـــَرِق
***
الدّرب الصّعب
ما لــــي ســـوى رحـمــــاك يـــا ربُّ جُـــــنّ الظـــــلام وطالـت الــدرب
لم يبــــــق مــــــن زا دٍ يبلّــغــــــــني حيّــــــــاً أظــــــــلُّ لربعــــــه أصــــبو
مالي سوى الصـبر الجمــــيل وقـد ضــــاع الـــــحَجا و تفرّق الصّحب
أعــــــيا احتمــــــالي مــــا أكــــابده طـــــوراً أقــــــــوم وتـــــارة أكبـــــو
منــــذا يشـير علــــيّ درب هــــدى متعجّـــــلا قـــد فاتــــــني الرّكــــب
هي سَــــورة العشق العفــيف لظىً غي الفلب دون وميـــضه الشّهــب
مهما استـبدّ نـوىً وهـــاج جـــوىً ما ازددت غــير هـــــــوىً بهم يربو
ما خنـــت عهدي حافـظـا ًوعـدي قلـــبي ورشــدي عندهــــم نهـْـــب
قـــــد هــدّنـــي حبّـــــي وعذّبـــني ألمثل هـــــذا يُخـــــلق الحــبّ ؟؟
يزداد وجـــــدي ساهــــراً وحـدي أفمــا لبعـــــدي , عنـــــــهمُ قرب ؟؟
سهــــــرٌ وآهـــــاتٌ وطـــــول أســـىً ومـــدامـــــعُ باليـــــــأس تنصـــــــبّ
درت البــــــلاد وعـــــدت مكتـــــئباً لا الشــــرق أســــعــدني ولا الغـرب
متجشّـماً هــــــــول الصّعــاب فـــــلا لــــــومٌ لـــــــما ألـــــقى و لا عـتْـــب
قـدري التشرُّد في الدروب سـدىً أرجـــو الحبيـــــب ودربــه صعـــب
الحبّ الغازي (1)
أذوب هــــوىً و لا أرجـــــو نـــــوالا ســــوى مــن فيــض نعـــمته تعـــالى
وأحتمــــل العـــذاب بغــــير وهـــــنٍ صبـــــوراً ليــس أُلقــي الهـــــول بالا
تبعـــت خطىً تقـــــود إلى سهــــــادٍ دعــا إطبـــــاق أجفــــــاني مــــــحالا
فــلا أسلمــــت للإغفـــــاء جفـــــــني ولا استسلــمت حــين الليّــل طـــالا
ومـــالي غــــــير أطيـــــافٍ حســـــــانٍ تزاورنــــــي يــــميـــــنــاً أو شــــــمالا
تداعبــــني لكـــــي يـــزداد وجـدي ويهتــــــاج الهـــــوى فــيّ اشتعـــــالا
تراودنــــــي فتسلبــــــني وقــــــــاري وتســــكرني فأستــحــــلي الضـــــلالا
وأرســـــم صــــــورة الغـــد بالأمانــي عســى الأقــــدار تصنع ما استحـــالا
فيا لك مـــــن طيـــــوفٍ ساحـــــراتٍ ويــالي مــــن فتىً عشـــــق الخيـــالا
*
مشيـــت على عيـــون القوم خطوي و ألجمـــــت التــقــــوُّل والسّـــــؤ الا
وأخلاقـــــي النبيـــــلة لي ســــــــلاحٌ يقاوم مـــــن تـــــمادى واستـــطـــالا
و لـي نفـــــسُ تعـــــفّ عـــــن الدّنايا سمـــــت بعــــزوفـــــها كيـــــلا تُنـــالا
كساني الحــــبُّ أرديـــــة اصطبــــارٍ أتيـــــه بــــــها اعتـــــزازاً و اختيـــــالا
ومـن أهـــوى لــها خُلُــــــقٌ رفيــــــعٌ يكــاد يكــــون قـــد بلــــغ الكمــــالا
فلي منــها العيــــونُ تميــــت قلـــبي و تحييـــــــه , فتعييـــــني احتمــــــالا
وقامــــــــــةُ عـــــزّة تختـــــال نبـــــــلاً ووجــــــــــهٌ كالصّـــــباح إذا تـــــــلالا
وثــــــــــغرٌ حــــــين يبســــــم زرُّ ورد تناهـــــــى رقـــــــةً و زكــــــــا د لا لا
فيا لــك مـــــــن قرنفــــــــلَةٍ فتــــــــاةٍ تعالـــت فتـــــــنةً و زهـــــت جــــمالا
سجايا فيـــــك قـــد ملكـــــت فؤاد اً كفــــــاه مــن النّوائـــب مــا تـــوالى
غـزوتِ حـــــماه مـــــن أمـــدٍ طويلٍ بجيــــش لواحـــــظٍ قصـــد النّـــــزالا
و أحــــــدق بالفـــــؤاد و آزرتـــــــــــه كتـــــــائب فتـــــنةٍ تهــوى القتـــــــالا
فكـم شــفّ الغرام وكــــــم صــــــبرنا و لا نخشــــــى الصّـــوارم و النـــــبالا
وبعـــد تـــــحا وُرٍ هُـــــزم احتــــمالي وكــــان مجـال حربهــــما سجـــــالا
فســـــلّم للهــــــــوى كفّيْ خضـــــوعٍ ليوثـــق فـــي سواعـــدها الحبــــــالا
*
فتاةَ الحـــبِّ كيـــــــف أســـــرت قلباً أبيّـــاً لم يـــــــكن للقيـــــــد مــــــــــالا
كأنّكِ قـــد خـُلقـــــــتِ لـــه عـــــذاباً يعانــــــي مـــــنه أعــــــو اماً طـــــوالا
فما السلــوى ســـوى أمـــل التلاقي ولـــــو ستكــــون عاقبـــــتي وبـــــــالا
وكيــــــف تفسّــــر الألـــحاظ مـــا في ســـرائرنــــــــا إذا خــــــفنا الــــــمقالا
نـــــــودّ لو انّها انقشـــــعت غيــــــــومٌ وأخلى الراصــــدون لنــــا المجـــالا
لنغرف مـــن نمــــير الـــــحبّ صفــواً ونسقــــــي الظامئَـــين بنـــــــــــا زلالا
*
فما أرجــو و أنت حــلالُ غــــيري ؟ وإن يـــكُ مــــا نكـــــابده الحـــــلالا
ومـــــاذا أبتغي ؟ غـــــــيرَ احتمــــــاءٍ بعطفك إن قضـــــاء الدّهـــــر صـــالا
ألــــــــوذ بمقلتيــــــك فـإنّ روحــــي تلاقــــي في ربوعــــهما الظِّـــــلالا
( عرفتــك فاجتواني نصــــف عقلي وإذ فارقتني ارتــــحل ارتحـــالا)(2)
أنا هذا الـذي سيمـــــوت وجــــــداً فمـن منّـي تـــراه أشـــــقَّ حـــالا ؟ !
***
إليها - وقد بلغتها أنباء الوشاة -
دعي ما أشــاع العاذلـــون و أرجفـــوا لقد كذّبوا فيـــما ا دّعــوه وحرّفــــوا
وهل نـــحن ريشـــات يحرّكها الهــوى وهل حبّنا حيــث اشتهــــوا يتوقّف؟
أحبّك ملء الكون كالرّعــــــد صارخاً وما همّني الدود الذي جـاء يزحف
تهرّ كـلاب الــحيّ والرّّكــــب ســــــائرٌ ومبـــــلغُك الواشـــي دعــــيٌّ مزيّــف
فمـا حبّنـــــا السامي ســـــــــراباً بقيـــعةٍ يزيّنـــــه فينــــــا خـــداعٌ و زخـــــــرف
ومـــا قصــــدنا دنيــــا نـو دّ اغـــترافــها كلانا عـــن الأدنـى أجـلّ وأشـــــرف
ستبــــــدي لـك الأيـــام منّي شـــمائلاً تزلزل مـــا لاك الوشـــــــاة وتنســــــف
ولـــولا حـــذاري أن أمسّــــك سمـــعةً لأ دّبت من يهذي بما ليـس يعــرف
فإنّ حبـــــال الإفــك ظلّت قصــــــيرةً ولا يزدهــي الطاووس سـاعـةَ ينتــف
فيا لامــــرىء في الغيّ أرخــــى عنانه فيعدو بمـا يـــملي هــــواه و يســــرف
وتـــخدعـــه الأســـــماع منـــــصتةً لــــه فينســــج أثـــواب الريـــــاء و يهــــرف
سيصلى جحيـــماً من حصــــاد لســـانه فيـا ويـــل مـــن بين الــــورى يتزلّف
*
أحبّــــكِ حـــبّا طاهــــــراً دون ريـــــبة يتوّجــــــه فـــي خافقيـــــنا التّعـــــفّف
ولســــــت بشــــيء طامعـاً غير أن أرى عيونــــك ترنــــو بالحنــــان وتطــرف
وأن أجتلي الوجــه الصّبــوح ينير لي ظــــلام حيـــاتي حينـــــما يتلـــــطّف
أُمنّـــــي بلقيـــــاك الفــــــــؤاد فتــــــارةً يـقرّ و طــــــوراً يستثــــــار و يعنــــــــف
لقد غبــــتِ دهــــراً قد تـــطاول ليـلــهُ وكم ثار شــوقٌ حــارقٌ ليـس يوصف
وتمضــــي سنـــون العمـر ما لاح بارق ويضحــــك مـــنّا دهـــــرنا ويســــــوّف
أرى شمـس آمــــالي تلـــوح كسيــــفـةً وكنت لي الشمسَ التي ليس تكـسف
تمنيـــت أ نّــــي يـــــــــوم فُـــرِّق بينــنا يكون احتضـاري أو بيَ الأرض تخسف
يصوغ معانــي الشّعر ذوب حشاشـــتي فمــا الـــحــبر إلاّ ما عــروقيَ تنـــزف
أُنفِّــــس عن صــدرٍ غدا الصبر خصـمه وقـــد بــتُّ لا أدري الذي أتصــرّف
*
أحـــــجُّ إلــــى دار الحبيــــب ملبــــــياً نـــــداءً لـــــه أســعى هـــوىً وأطوِّف
أدور بأحــــــزاني الكبــــــار لعلّــــــــني أُلاقــي الذي يأســو الجراح ويسعف
وأقضــي مع الأحزان يومــي و ليلـتي فأنهــــل منــــها مـــا أشـــاء و أغــــرف
أُرجّـــي مــــن الأيــام نقـــــعاً لغــــــلّتي وتُـــذ هِب عنّــي مـا أعاني وتصــرف
فبرد الوصـــال العــــذب بعــــد قطيـعة يظـــلُّ المنـــى مـن مدنـــفٍ يتلهّـف
و إنّيَ لا أدري أمـــا زال موضـــــعٌ لحبّيَ في القلـب الذي عــاش يألف؟!
فليــتي أخٌ يدنــــيك ضمـــــّاً لصــــدره وإمّـــــا رأتـــــه الشّمــس لا يتخـــوّف
بنيـــت بآمالــي صـروحـــاً تــــــطاولت لتذروًها ريــــحٌ مــن الشـــرق تعصفُ
اللقاء المسروق
قبل وشـك النّوى ســـرقنا التـــلاقي فإذا الحـــبّ مثلمـــــا كــــان بــــاقِ
سمــح الدّهــر باللقـــــاء على غفـــــــ - ـــلة حســـــادنـــــــا قبيـــــل الفــــراق
فارتوينا مـــن الحـــــديث جهــــــاراً و سعــــــدنــــــا بضــــــمّةٍ و عنــــــــاق
نِعْمَ ســــــاعاتُ ذلك اليـــــوم لمّــــــا بكــؤوس الهــــوى ســقانا الســــاقي
*
ودّعتــــــني بزفـــــــرةٍ و نحيـــــــــــبٍ و دمـــوعٍ تزيـــــد نـــــــار احـــتراقي
ثم قالت :” مــــع السّلامــة يا حبّـــــــ - ـــة قلبي , متى يــــكـون التـلاقي؟”
قلت : “ مهمـا قســــا الزمـــــان فإنّي ناضــــــر الحــــــبّ يانـــــــع الأوراق
سوف آتيك أينــما كنـــتِ وعــدٌ (1) لا أراها تشكـــو من البعـد ســــاقي”
ســـــــوف نُبقـي حبــــل الوداد قويّاً رغـم أنـف الذي وشى بالعـراق (2)
***
(1) وفعلا ذهبت لزيارتها أثناء عملي في سلطنة عُمان , برّاً .عام 1983
(2) كان أحد الأقارب قد حاول الإيقاع بيننا بوشايات كاذبة , أثناء عملنا جميعا في العراق آنئذٍ عام 1980م, وهي مناسبة القصيدة السابقة.
ضيعةاالـحرمان
كُفّي , فماذا تفيـد الصّــــبَّ أدمـــعُهُ ومـــــا السّـــهاد بليـــل الــهمّ ينــفـعُـهُ
مقرّح الجفــن محمرّ العيـــون أسىً و الوجـــد يخفــــضه طــوراً و يرفــعه
هذا أنا في أقاصــي الأرض منتبـــذٌ وما لديّ ســــوى عمــــري أضيّعـــــه
فيـــــــا لعيشــــة حرمــــــانٍ أنوء بـــها و علقــــم البــؤس يؤذيني و أجـرعه
أطعمت للسّهد عيناً طالما انتظــرت وجـــــهاً كمشرق بدر التــمّ مطلــــعه
مضـى الزّمان وما زالت على أمــــلٍ عســى الليالي التي أقـصته ترجـــعه
وكم دعـــوت ولكن لا مجيــــب لما أدعــو كأنّ مجيري سُــــدّ مسمــــعه
والصّبرُ في زحمــة الأحــزان أتلفــه والعــــمرُ في ضيعة الحرمان أقــطعه
” كأنمـــا أنــــــا في حــلّ ومرتحـــلٍ موكـّـــلٌ بقضــــاء الله أذرعــــه” (1)
” استـــودع الله في عمّان لي قمـراً (بالواد) من فلـــــك الأزرار مطلعه”
***
(1) البيتان لابن زريق البغدادي مع بعض التّصرّف .
رسمها
حُيّيتَ يا رسمها هل جئـــت تؤنسـني بوحشتي أم لتُذكَى بالهـوى ناري؟
أمضي لياليَّ في الذكرى بغــــير كرىً فهل بما أنت قد أحدثت بي دار ؟‍
يا رسمـــها ليـــــس لي إلاّك مشغــــلة أقضـــي جــــوارك ساعاتي بتذكـــار
محدّقاً فغيك , ما أحـــلاك مبتســـماً كنـــور بد رٍ ســـرى في ليل ســـــمّار
أرى بعينـــيك دنيا كم حلمـــت بها وقد حُرمت ســوى من مدمعٍ جــار
يا رسمـها , لا تقل إنّي جننـــت فمـا ســوى نوى الدّار كالتيّار بي ســــار
الصبـــــح ألثم ثغراً كـم حلــــمت به فما حــــوى مثله حانــــوت خــــمّار
لكنّــــــها قبــــــــلةٌ بلــــــــهاء بـــــاردةٌ على الزّجاج , فأيــــن الدافىْ النّاري
***
الوداع لصّعب
أمــــن السّهــــل أن نقــول وداعـــــا ؟! بعدمـــا ذاع من هــــوانا وشــــاعا ؟ ؟
والأمانـي الـــــتي نسجنـــــــا أتبلى ؟ ؟ وقصـــــور الأحــــلام هـل ننداعى ؟ ؟
هل سيـذوي الغناء في غابــــــة اللّـــو - ز وقد ظــــلّ يخلـــــب الأســـماعا ؟ ؟
آه مــــن قسـوة الزّمان علــــى الحــــــــ ـبّ فأهلـــــوه أدمنـــــوا الأوجـــــــاعا
سهـــــــــر دائـــــمٌ و وجــــــــدٌ مقيـــــــمٌ وقلــــو بٌ ذابـــــت أســـــىً و التيــاعا
حــــــين تنأيــــن لن تكـــــون حياتــي ذات معنــــــىً بـل خيـــــبةً وضيـــــاعا
فدعـــــي زورقـي ليغـــرق في اليـــــــــ ــ ــــمِّ وريــــح الشّـــــقا تهـــــدّ الشّراعــــا
دارك القلــــــب تسكنــــــين حمــــــــاه فلـــــــقد زاد مــــــذ حللــــت اتّســــاعا
و استحالـــــــت قفــــــــاره يانعـــــــــاتٍ يزحـــــــم الآ س في الشّــذى النّعناعا
صـــــار للحـــبّ معبـــــــــدا ً قُدُســــــيّاً والــــهوى الفــــذّ صــــــار ر بّاً مطــــاعا
عشـــــت فيــــــه كظبـــــــيةٍ في كنــاسٍ أَمِنَــــــت مـــــــن زمانـــــها أن تــــراعا
لـــك أحــــــيا فإن عزمــــتِ ارتـــــحالاً ذات يــــوم ٍ فلا تقــــــولي وداعـــــــــا
ليس تقــوى عيـــني على هجــمة البؤ - س وتأبــى لذاك أذنــــي سما عــــــــا
فإذا مــــــا مشيـــــــت بالبــــــين شــــبراً ســرتُ في ظلمــــة الشّقـــــاء ذراعـــــا
***
نوال الثّريّا
إلى كـــــم تطـــول علـيَّ الليــالي ؟؟! أما يستــــحي صرفـــها مــــن مطالي؟؟!
أمـا مـــــن غــــــدٍ يســــــتريح الفـــــؤادُ به مـــن همــــوم الليـالي الطّــــوال؟؟!
أر و ح و أغـد و بدنــــــيا الشّــــــــــقاءِ .. شريـــد الخطــــا هائـــماً في الخيـــــال
فـفي كــــــلّ يـو مٍ أمــــــدّ جنـــــــاحي لعلّــــــي أعــــــــــــود بخــــــير النّـــــوال
فألقـى السّـــــــراب يلـــــــوح أمامـــــي فواضيــــــــعة المستـــــجير بــــــــآل !!
نـــــــوال الثــــــر يّــــا أراه قريــــــــــــــباً وليـــــــس كـــــذلك لقيـــــــــا (.....ـال)
فيفــــــرح قلــــــبي وتهــــــدأ نفســـــــي و يسعــــــــد عمـــــري و يرتــــاح بالـــي
كأنّـــــــــيَ لـــــــمّا عشــــــقت ( ....ـال) طلبـــت الذي فوق هــــام المحــــــال
***
الصّبر النّافد
ناديتُ ناديتُ مــا استثنيتُ حـرف نــدا و مـا أتىمن مهاوي اليأس رجـعُ صـدى
ما لي أنادي على مـــن ليـــس يسمعـــني فالريـــح عاصفـــةٌ تذرو النـداء ســـدى
ما كــان أشقى امـرء اً يحيـا بـــلا أمـــلٍ ويــخــدع النـفـــس بالأوهــام مجتهــدا
يعتـــــاد آلامـــه مهمـــا لـــــه اعتصـــرت ولا يرجّــي بتيــــه العشـق درب هـــدى
كم ليلة عصفــت فيـــها الظّنــــون وقــد أشفـــــى بغمـــرة مـــا يلقـى شفـيرَ ردى
والبعــــــد مــــا زاده إلاّ بـــــــها ولـــــهـاً والشوق في القلب لم يطفئه طول مـدى
” ما أجمل اسمك في سمعي وإن كُتبـت حــروفــه أثمــل العينــين والكبــدا (1)
كـم كنــت أكتبـه فـــوق الرّمـــــال إذا خرجـت عصـــراً إلى الصحـراء منفــردا
أحنـو مكبــّاً على رمــــل الكثيـب كمــا أكـــــبّ طفــــــلٌ يعانــــــي خطُّــه أوَ دا
أمـــــحوه ثمّ أعـــــيد الخــــــطّ ثانـــــيةً ولا أمــــــلّ علـــى تكـــــراره أبـــــــــدا
أخشـى على اسـمكِ أن تزري برونـقه رداء ةُ الــخــــطّ إمّـــــــا كنــتُ مــتّــئدا
تكــاد ترشـــــفـه عينـــاي مـــــــن ظمـــأٍ كــأنّ مــرآه يجـــلو منهـــما الرّمـدا “ (1)
نـام الخلـيّــون حولي مــــلء أعينــهم وبـــــتّ أجترّ ذكــــرى الأمــــس منفردا
عيـل اصطباري وأحلامي الحسانُ ذوت ولاهـب الشّــوق بي ما انفــــكّ مـتّقــدا
بذلت من أجلــها روحــي وما ملـــكت كفـّـي , ولم أ دّخـر شيــــئاً يلـيق فـــدا
درت المغــــارب تتلـــو هـا مــشارقـُـــــها علّـــي أصـادف حــظّــــاً عاثــــراّ شـــردا
مـــا أبـــــت إلاّ بغصـــــاتٍ تعـــــذّبـــــني لم تُبــق في عضــدي صــــبر اً ولا جَلَدا
و لا أذوق الكـــــرى إلاّ كمخـــــتلسٍ يهيـــجه الطـّـيف إمّــا في الخيـال بــدا
يعودني في أقاصي الأرض من شغـفٍ ملــــــوّحاً كبـــــد اً ملتــاعـــــــةً و يــــــدا
مناجـــــياً مقـلــــةً ممّـــا بهــــا هَمَـــــلت هـــلاّ رقـــدتِ قليــلاً مـــــثل مـَن رقــدا
كفـاكِ ! لم تبــــق مــن دمـــعٍ ولا أر قٍ أم تشتكـين الجوى و السّهـد والرّمدا
وليـس أجمــلَ مـــن بيــتٍ أردّده( 2 ) ” طـال انتظاري وصبري في الهـوى نفدا”
أحيـــــا على الوعــد أياّمــي وأقطعــــها ” منـذا يذكّر محبـوبي بـــا وعـدا” (2)
كم مــــرّة قـــد أتيــتُ الـحــيّ ملتمــساً عونـــاً فلـم ألــق ممّـــن أبتـــغي أحـدا
وهـل أرجّي سوى (القاضي) ليسعفني فغــــيَره لا أرى فـــي الـــورى سنـــــدا
يحنو بــجمع شتيــت الشمل بعد نوى ليرشف الظامىء المحـموم قطـــــر ندى
و يطلــــق البلــــبل الألــــــان منتشـــــياً ويَعْمـُــر البِشْــرُ قلبـاً قــــــد عــلاه صـــدا
وهـــل أحـبُّّ علــى من ضــاع خاتمه مــن أن يراه بُعيـد اليـأس قــد وُجـدا
إن كان يومـــيَ قـــد و لّى بلا أمــــــلٍ سيخـــلق اللـه مــا لا تعلمــون غـــــدا!!
***
ميناء المنى
ألا ما لنفـــــسٍ لا يقرّ قرارُهـــــــــــــــا تســــــاوى لديها ليلُــــــــــــها ونهارها
تعلّقـــــــت الآلام مـــــــن ميعة الصّبا وما كنت أدري كيف كان اختيارها
تعيش على الذّكرى وتأمـــــل باللّقا فبا لليـــــالٍ ما تقضّــــــى ادّكارهــــــا
ويشغلها عمـّا يـــــــلذّ بــــه الــــورى تراجيــعُ أ يّــــا مٍ تــوارى ازدهارهــا
وتجـــــأر بالشّكـــوى لعــــلّ مسامعاً تـــر قّ لـــــــــها لـــمّا استبـــدّ عثارهـــا
لك الله يا مـن يسكن القلبَ حبّها ويا مـن \نـــــأت عــن ناظريّ ديارها
سآتيك رغـــم البعـد أحمل لهفتي وأصـبر , لو ينـــــأى برجـــلٍ مسارهـا
وإمّا دَجا ليل الخطــوب بزورقي فوجـــهك مينـــــاء الــمنى ومنارهـــا
عزمت وعين الله ترعــــى عزيمتي و مــــا قـدرةٌ يثني ركابي اقتدارهـــا
فدىً لك ما تلقاه نفســي من العنا وفيـك تفانيـــها ومنــك انتصــــــارهــا
وحبّك كنزي في الحيــاة ادّخرته ولؤلؤُهــــها مـــــا همّــني أو محارهــا
ولست أرى لي مـن غنىً غير همّةٍ قـليــلٌ لديها في هــــواك احتضارهـا
تجدّ السُّرى والشوق يحــــدو ركابها لتبلــــغ مـــن بانـت وشــــــطّ مزارهـا
حبيبـــةُ , إمّــــا نلتقـــي فـــــترفقي بروح محــبٍّ ليــــس تخمــد نارهــــا
على العهــد ما زلنا وفيّين ما وهــــت عزائمـــنا أو كــلّ منــها اصطبارهــــــا
أحــــسّ بأرض النأي عنك كأنّني نزيــــل سجــون لا يبــــين جدارهـــا
لذكراك وقع الخمر في نفس شـاربٍ فأنـــت لروحـــي دنّـــها وعقارهـــــــــا
أهشّ لطيفٍ يســعد القلبَ إن بدا كمــــــــا يسعـــد الأمَّ الرؤومَ صغــارُها
أحـاوره كيمـــا يظــــلّ مؤانـــــسي وأحـلى لذاذات الطيــــوف حوارها
و تغرقــــــــني أعـــــذاره و لقلّــــــما إذا زرتـــــــها يبــدو إليّ اعتذارهــا
فيـا لك مــن خَـــــود بليــت بحبّها وأشبعــــني دون الطّعــــام قتارهـــــــا
وعلّمــني الصـــّبرَ الغرامُ على النّوى فيا للأماني! كم يطــــول انتظارها؟؟
هتفت فلم أسمع ســــوى أنّـة الصّدى ولبّــــت ندائي مــن دموعي غزارُها
وشهّر بي عشـقي , فلم يبق جاهلاً بديـــــرتنا , أطفالـُــــــــــها وكبــــــارها
وتعرفني الأشجــار باسقــة الذّرى وتذكــــــرني طرْقاتــــها وحجارهــــــا
أحــــاذر أرصـاد العــــواذل , ليتما يفيــــد لنفسٍ ذات عشـــقٍ حذارهـــا
كأنّ عيونَ النــاس ترصد خطوتي مسمــــّرة , كيلا تُغــــــض شفارهــــــا
أودعتُـــــها أم ودّعتــــني حكايـــــةٌ تطول, ليبقى في الكؤوس مرارهــــا
وكم ذرفت عــــينٌ دموع مـــودّعٍ إذا مـا سـرى الحادي ولاح مطـارها
شربنا الأسى مـــرّاًً وما زال دهرنا يصــــبّ رزايـــــــــا لا يبـــين قرارهــــا
فتفرحنـــــا اللّقيـا ويحزننــــا النوى وتسعـــــد أطيـــافٌ سريــعٌ فرارهــــــــا
عشقت بديع الخُلق والخَلق هائــماً بروحٍ تلـــــظّى ليـــس يخبـــو أوارهـا
إذا نامت الأجفان لم تعـرف الكرى جفاها , وقــــد فاض الغــرام وقارهــا
فتاة من الحـور الخرائد , مـا بـدا إلى العـــين إلاّ ما يشـــاء خمارهـــــــا
يجلّلـــها ثـــوب العفــــاف وفوقـــــه من السنـدس الفـتّـان ضــــافٍ إزارها
وليـــس لبدر التـــّمّ رونـــقُ وجهـها أيحكيـه فـي اللألاء إلاّ سـوارهــا ؟؟
فرشت لها قلبي الخفــــوق صبابةً إذا بان مثواهــــا ففي الصّـدر دارها
نعيـش على الحبّ العفيف وصبرنا عليه , شعـاري في الهــــوى وشعارها
ينمّ على العشـــاق سهــــدٌ وحـــيرةٌ وأوجـــه هــــمٍّ يعتريـــــها اصفرارهـــا
فهل كان للأيّام ثأ رٌ لدى الــهوى ليُدرَكَ في قـــتل المحبـــين ثارهـــــا
تَعاقَـــب باليسرى على الناّس إنّما علـــــــيّ بعســراها يطــول مدارهـــــا
أحـــاول صيــد اً للمـــها فتُضلّـــني وهــــل يُلهِمُ الأشــعارَ ألاّ نفارهــــــــا
رحلة الأشواق
يا جمــــرةً في الفــــؤاد منزلُهــــــــا تمعـــن فــي حرقـــــــه و يحملـــــها
لو لم يكن من أولي العزائم لانـــــ - هدّت قواه , والوهــــــــــن يشملها
أعطاه باريه من نعائــــــــــــــــــــــمه ما للصّعاب العظــــــــــــــمى يذلّلها
قلــــباً وفيّـــاً و نفــــــــس مصطــــــبرٍ شمّــــاء يسمـــــو بـــها تجمّلــــــها
تحيا على السّـــــهد والأســـى أملاً فصــــبرها في الخطــوب موئلــــها
صمّاء عمّــــا يقـــــول عُــذّلــــــــــها كأنّمــــــا الحـــمل ليــــس يثقلـــــها
شـــــعارها الصـّدق والوفاء لـــــمن لا كفء بـــــين النّســـاء تعدلـــــها
غيداء من حسـن جنسها انتصفت والخُلْـــــق فــوق البــــها يجمــــّلها
فسحر هاروت بعض مـــا امتلكــت تسبي النّهــــى رونــــقاً و تذهــــلها
يُثمــل أهـــلَ المــــزاج كأسُ طلاً و لــو تمـــسُّ الكـــؤوس تثمـــــلها
والخمر مهــــما بشَربـــــها لعبــــــت يظــــلّ أعـــــتى منــــــها مُقَبَّلــــها
وإن تغنــــت جــوىً بليل هــــوىً يصمـــت فــوق الغصــون بلبـلــــها
فشـــدوها سجــــع صـــادحٍ مــــرحٍ يرجــــع ألـــــــــحانه و يهــــدلــــــها
قمريةٌ تنشــــد الأليـــف ضـــــــحىً تجـــــمع أنفاســـــــها و ترسلـــــــــها
فالحبّ نور الحيـــاة ما اشتمـــلت أعطــــــافه عفّـــــــــــــــةً تكمّلــــــــها
يجلو صدا القلـــب كلّما اعتكـرت بــه الدّياجــــي ونـــاء كلكــــــــــلها
ما حيلة النّفس في القضــاء وقــــد حــلّ مصيــــف الريــاض يذبلـــــها
*
ما كنــت أبكـــي لمـحنة عظُــمت والعـــين عنـــد الخطـوب أقفلـــــها
أحــــــجّر الدّمـــع في محاجــــرها و لــــــو طغــى كالجحــيم مرجــلها
و اليـــوم بعــد الــــهوى و قســــوته و فرقــــة الإلـــف هـــــــان معقلـــها
إذا استــبدّ الشّـــجا و ران دجـــى تلـــــك الــلآ لي أســـــىً أذ لّلـــــها
أطفيء نار الغـــرام فــــي كبـــدي ولاهِـــبُ الذّكــــــــريـات يشعلـــــها
مـــــا انفـــكّ أتّونــــها سعــــير لظىً بغـــــير ذنـــب الجنـــــاة أُدخــــلها
يـــــوم الشّــــقا شـــــــــمسه معـلّــــقةٌ بأحبـُـــلٍ في السّـــماء جندلــــــــها
يمتــــدّ حتــــى يميتـــــــــنا كمـــداً يغـــــــــزل أعصــــابنا ويـــــجدلــــها
ولحظـــــة السّـــــعد لا يُحـــــسّ بها يشتــــطّ فـي إثرهـــــــــا معجّلُــــــها
تغيب في الظُّهر شـــمسُ بهجتـــها يا ليت حادي الزمــان يمهلــــــــها
*
وعــــدتُ نفســــي بـــــــــما تؤمّـــله لكـــــــنّ دهــــر الشّقــــاء يمطــــلها
أزرع في الملــــح زهــــر عاطفتي ومــــن دمائــي يرويــــــــه جدولـها
فرُبّ آتـــي الزّمــــــــان يجمـــــــعنا فــــا لله يعــــلي المنـــى ويسفلــــها
ما خــــاب مـــن قــــــد أتاه ملتمساً والقيــــد فـــــــي روحــــه يكبّـــــلها
رحماه فيها الـــدّواء مــــن سَـــــقمٍ عســــــاه يومـــاً للصـــــبّ يرســـــلها
آخـــــرها يزدهــــي بعقــــد هــــــَناً وكــــا ن مـــــرَّ العــــذاب أوّلُـــــــــها
*
إذا سمعــــــتُ اسمــــها تملّـــكني ابتهاجُ نفــــــــسٍ يكــــاد يذهلــــها
ونشــــوةٌ تغــــرق الشّعـــــور علـــــى كــــــــلّ انتشـــــاءٍ إنّــــي أفضّـــــلها
وكـــلُّ ذات اســــــمها مكرّمــــــــــةٌ كبــــيرةً , أو صغــــــــــيرةً أدلّلــــــها
يا ليتــــها كاسمـــــها , فتسعـــــدني
بمكــــرمات النّــــوال تجزلـــــــــــها
ما نلت منـــها سوى النّوى لمدىً مـــــن الليـــالي اختصّـــته أطــولها
*
متــــى تراهــــا عيــــني بيـــــوم لقاً بعـــــد دمـــوع الفـــراق نهمــــــلها
أضمّــــــها ضِمّـــــــة المشــــوق و لا أكــــاد مــن ساعـــد يّ أرسلــــــــها
تقتلـــــني دون رحــــمة بصــــــــــباً حلـــــــو التّثني والشــــوق يقتــــلها
آخــــذ ثأري مــــن ثغــــرها قُبـــــلاً أظـــنّ قاضــي الـــهـــــوى يحلّلــها
و أنثـــــني للريـــــــــاض أقطــــــفها فكــــم يبــــثّ الشــــذى قرنفـــــلها
و نكتــــفي بالحديــــث تقطــــــــعه أبيـــاتُ شعــــري بهــــــــــا أرتّلـــــها
تنطـــــق عــــن شوقـنا جوارحـــــنا في ثــــــــــورةٍ لا نكــــاد نحمـــــلها
لكنـّنـــــــا بالعفـــــــــــاف نلجمــــــها وإن تـــــمادت بالقمــــع نعقلـــــــها
ترنو بعــــــين المــــها إذا جفــــلت لكنّـــــــــــها بالحيـــــاء تسبـــــــــــلها
أهدابها مثلـــــما الظـــلام غشـــــى ترفعـــــها تــــــارةً و تســـدلـــــــــــــها
تسألني كيــــف كان مـــن سفــري وعـــن ليالي العــــذاب أسألـــــــــها
وينقـضي الوقــــت لا نحـــــــسّ به حيث الأحاديث فاض سلســــــلها
لســـــاعةٍ لا تزيـــــدُ , خلـــــوتُــــــنـا لا شـيء عندي في الكون يعدلها
*
يا قلـــــب إنّـــــي نويـــت زورتــــها عــــبر دروب مـــــــــا زلــت أجهلها
أقطــــــــــع أميالــــها , يصاحبــــني طيــــفٌ يســــلّي روحي و يشغلـــها
أراه خــــلف الزّجـــــاج مبتســـــماً إذا بـــــــــــدت عثـــــرة يذ لّلــــــــها
أحبّــــها فــــوق طــــاقتي دنـــفــــــاً والنّفـــــس بالملتـــــــــقى أعلّلـــــها
*
***
(1) عند اعتزامي على القيام برحلة في دول مجلس التعاون الخليجي
(2) وصولاً إلى الأردن -عُمان/27/5/1983م
حوار مع القلب والحبيبة
أمــــــــا زلــــت يا متعــــبي تعشـــــقُ وتضــرب في المـــــــوج لا تغـــــرقُ
وتحــــــمل غصــن الشّباب الند يّ . وتغفــــل مـــــــا يفضـــح المفــــــرق
أما زلت يا قلب عــــــــبد الهوى ؟؟ وأنــــت بنـــار الجـــــوى تُحــــــرق
وتحفـــظ عهـــــداً تنـــــــوء الجبال لـــــــــــه لا تئــــــــــنُّ و لا تُرهــــــق
عجبـــت لهــذا الذي مـــــــــا يزال يسبّــــــــح بالحـــــبّ إذ يــــخفق !!
*
حنانيك يا حبّـــة القلــــب إنّـــــــي أرقـــــت , و ذو الــــــهمّ مــن يأرق
حملـت هـــــــواك السنين الطّوال .. و سرّيَ بــــــين الحشـــــا يُـــــــخنق
أذيـع زفـــــــير العواطـــــف شعــــراً كمــــا يُنشـــــر العاصــف المــحرق
و هــــــل لي بنسيـــان عهدٍ مضـــى و أزهــــــــاره بالشّـــــذى تعبــــــــق
و أيّــــــامـــــــه كلُّـــــــها نشـــــــــــــوةٌ بـــها يزدهـــــي الفـــــلُّ والزّنبـــــق
يهـــــــبُّ عليــنا نسيـــــــم الهنـــــــاء وأحلى شــموس الــهوى تشـــــرق
على الطُّهر شـــــــدنا صـروح هوانا وعَــــــفّ بنـــــا الفعــــل والمنطـــق
ولا ثالـــــثاً كــــــــــــــــان شيطانـــــنا ولكنّــــــــه مبعــــــــــــدٌ موثـــــــــــــق
و لــــــــو أنّ للدّهـــر بعـــض لسـانٍ لــكــــان بقــصــتــــــــــنا ينــطـــــق!!
ونـــحن كأسعــــــــــــد إلفـــين حالاً و أوقـــــــا تــــنا بالهنـــــــــــا تَشْـــرَق
*
ألا فاعلمـــــــي أنني سـوف أمضي وفيّاً , و لــــــو غيرنـــــا مــــــا بقــــوا
وأخلد في نار بؤســـــــي شهيـــــداً و أشقــى و لو غـــيرنا مـــــا شقــــــوا
عزمـت وما من سبيــــل رجـــــــوعٍ عزيمــــــــةَ مــــن أمــــــرُه يصــــدق
سأحيـــــا علــــــــى أمـــــلٍ باللـــقاء إلى أن أرى الـروح بــي تُزهــــــق
*
و يا أيّــــــــها النـّاس إنـــــّي امـــــرؤٌ يـُـظــــــلّلــه هــمّـُـــــه الـمــــطـبــــق
ألاقي الأسى أين ســــارت ركابي و كــــــلٌ علـــــى حبّــــــنا يحنــــــق
و مـــــــا أنا كالـــظّنّ في وهمــــكم فـلســــت أقــــــامــــــر أو أســـــرق
أحبُّ , و إنّي عفيــــــــف الفـــــؤاد نقــــــــــيّ الــــــوداد و لا أفســـــق
فحاشاي مــــــــن نـــــزقٍ طائـــــشٍ وهـــــل أنا غــــرّ النّهــى أحمق ؟؟!
كفانيَ أنّي حُرمـــــــــت الحــــــياة و فـــــــــي كــــــلّ ثانـــــــيةٍ أُشنـــق
أهيــــم بدنبــــا الشّقـــاء شريــــــــداً و ساعــــات عمــــري ســدى ًتنفق
أردت و ربّــــي أراد و كانـــــــــــت إرادة ربّـــــــــي الــــــــتي تــسبـــق
عهد ووعد
رعـــى الله عهـداً كم أهــــاج وشــــاقا وكــم فاض وجداً وازدهى أشواقا
رقيق الحواشي يمـلأ القلــب راحــــةً صــــفا رغــــم تعكــــير الوشـاة وراقا
فأ يّامــــه تمضــــي عِذابـــــاً سعيـــــدةً تطيب مع الحــبّ الطّهـور مـــذاقا
قضيــــنا مــــع الحـــبّ الليالي هنيـئـةً ولسنــــــا نرجّــــي للصّـفاء مـــحــاقا
فمبعــــث آمــال القلـــــوب صــــفاؤها يفـتّــــح ممّــــا حولهــــــــا الآفاقـــــــا
ونغـــــرف مــن نبــــع اللقــــاء وما لنــا مشاغــــــــل دنـــــيا غــير أن نتلاقى
فكــــم يستثـــير الشّعــــر فينــا صبابـــــةً وكــــم قـــــــد بثــــثنا حالًنـا الأوراقا
هو الحبُ سرّ الله في الخلــق لم يزل يطــــوف بكاســــات الهنـــاء دهاقـا
هو النور , عمّ الكـــون وانسـاب مـدّه يفيـــض على أهــل الهـوى إشراقا
ويسمــــو براعــــيه لأشــــرف رتبـــــــــةٍ فإ نّ لأ ربـــاب الهـــــوى أخــــــلاقا
ويفعل في النّفـس العُــجاب كساحــــرٍ فيعظـــــم ثـــــــرّاً حسُّـــــــها دفّــــــاقا
*
أمؤنــــسَ قلبي كيف أحتمل النّوى؟ أما كـــان أولـــى أن نعيـــش رفاقا؟
يظلّلــــنا دوح الهــــــناءة وارفــــــــــاً كإلفين , لا نخشـــى الزّمــــان فراقا
فنـــزرع مـــرج العمـــر أنساً و بهـــجةً ونمضــي الليالي السّاهرات عناقـــا
ونقطف من روض الهــوى كـلّ ناضرٍ ونطلـــق في ســـبق السّعادة ساقـــا
*
قدمـــتِ قدوم الغيث أحـيا مشاعــري وبــدّد عنّــــي البـــؤ س والإرهـــاقا
فأيقظت آمالي التي هــدّها النّــــوى وكنــــت لقلــــبٍ مدنفٍٍ ترياقـــــــا
لك الله كم أنــــت الحياة ونورهـــــا
بعثــــت فــؤادي دافــــئاً خفّاقـــــــا
وقد كـان قفراً قبل حبــــّك موحشـــــاً على حــــزنه قــــد أحكـــم الإغلاقا
تبشــّرني الآمــــال , يا ليــــت صدقــَها‍
بأنّ علـى إثــــر الرّحـــــيل لحـــــاقا
سآتيك رغم البعد والشّـــــوك حامـلاً لك الشّــوقَ لو شــــدّوا عليّ وثاقــا
سآتيك , مالي غـــير وجــــهك غايــــةٌ وأركــــب سبـــــعاً لو عـــرضن طباقا
وكنت أودّ العهــــد يُكتب من دمـــي ولــــم ترتضــــــي إهراقــه إشفاقـــــا
فذلك ميـــــثاق الوفــــاء فهـل تُــــرى سأُعطى على حفـــظ الهوى ميثاقا
*
سأعتــــب إن لم تذكري أنّ بالـحمــــى عيونــــاً س

Admin
Admin

المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 21/09/2013

https://atallah.3oloum.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى